عمّان 17 أيّار (أكيد)- سوسن أبو السُّندس-نقلت وسائل إعلام محلية ومنصَّات التَّواصل الاجتماعي على اختلافها، مقطعًا مصورًا لمذيعة برنامج "يسعد صباحك" في التلفزيون الأردني رندا كرادشة، تروي بها قصَّة ذهابها إلى الطَّبيب للقيام بعملية تجميد البويضات، إلَّا أنَّها تفاجأت بوجود رأي طبي بوجوب إزالة الرَّحم لديها، وهذا يعني أنَّها لن تُنجب في المستقبل.
مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد)، رصد المقطع المصور للإعلامية رندا على وسائل الإعلام وأخضعه للمعايير المهنية والقانونية، وتبين له أنَّ أعمق الأثر للإعلام والعاملين فيه هو نقل الواقع بكل موضوعية وحياد ورؤية تخدم الصَّالح العام، وأنَّ الالتزام بهذه المعايير يجعل جمهور المتلقين في حالة تفاعل إيجابية مع الرسالة الإعلامية، ويكون الضَّرر إن وُجد أقل ما يمكن حتى أنَّه قد يتلاشى.
ورُغم القيد المجتمعي على ما تحدَّثت به كرادشة من حيث عدم تصريح الإنسان عن سيرته المرَضيّة ونقلها عبر الإعلام إلا بضوابط دقيقة لخدمة الصَّالح العام، ورغم أنَّ الحديث عن تجميد البويضات أمر لم يُفتح بشكل مطلق في وسائل الإعلام، في ظل ضعف ملموس بتغطية هذه الظَّاهرة، إلَّا أنَّ حديث الإعلامية ونقله عبر وسائل الإعلام، حقَّق مصلحة عامة وخدمة مجتمعية لفئات المجتمع كافة.
وتبين لـ (أكيد) أنَّ رسالة الإعلام النَّبيلة، قدَّمت المقطع المصور للإعلامية كرادشة على أنَّها رسالة للأهل للتعامل مع حالات الإصابة بهذه الأورام لدى بناتهم، ورسالة أخرى مقدَّمة للمجتمع تفيد بضرورة حشد رأي عام دائم لمناصرة ودعم المصابين بذلك، ورسالة ثالثة بعثت بها إلى النساء عمومًا، ومفادها أنَّ لا تؤثر هذه الأمراض على حالتهن النفسية، وأنَّه يوجد دائمًا علاج أو حلول، وإدراك أنَّ صحتها كسيدة في الحياة، أهم من قضايا عديدة يبحث عنها كثيرون في المجتمع، وتكون على حساب صحتهم وحياتهم.
ووجد (أكيد) أنَّ المقطع المصور، لم ينشغل بالبحث عن الشعبوية التي يسقط في فخّها عدد من العاملين في الحقل الإعلامي، بارتكابهم تجاوزات مهنية بحثًا عن الإعجاب والمشاركة وزيادة عدد المتابعين، على حساب معايير الصحافة النبيلة، والتي من أبرزها، المهنية والحياد والبعد عن انتهاك كرامة الإنسان.
ولاحظ (أكيد) أنَّ تبني وسائل الإعلام لرسالة كرادشة كشخصية عامة وإعلامية، وتولّي منصَّات التواصل الاجتماعي نشرها على أوسع نطاق، وتبادلها عبر مجموعات تطبيق الواتساب، يدل على أنَّ رسالة الإعلامي هامه جدًّا، وتؤشر إلى الأثر الذي يتركه الإعلامي بين جمهور المتلقين، وهذه رسالة إلى الوسط الإعلامي وغرف التَّحرير والصّحفيين بأن يجتهدوا في موادهم الصَّحفية، وأن يلتزموا بالمعايير المهنية والأخلاقية التي ستؤدي في النهاية إلى تحقيق الأثر المطلوب أن تحدثه مهنة الصّحافة البناءة والنبيلة.
ويرى (أكيد) أنّ هذا النوع من النشر يحث جمهور المتلقين على الاستجابة للرسالة الإعلامية، وذلك لأنها قائمة على تجربة شخصية تحمل الكثير من المشاعر والأحاسيس والخبرة التي تصل بشكل مباشر إلى جمهور المتلقين، فقد دعت كرادشة النساء إلى تثقيف أنفسهن بشأن هذا المرض وإجراء فحوصات منتظمة وعدم تجاهل المخاوف الطبية، وذلك لأن الوعي بطبيعة الأعراض يساعد على تشخيص سريع، ما يعني زيادة فرص الاستجابة للعلاج.
ولاحظ (أكيد) الدور الكبير الذي تقوم فيه وسائل التواصل الاجتماعي في الانتشار، إذ رُصدت حملة دعم من قبل الوسط الإعلامي والفني والطّبّي وحمهور المتلقين، للإعلامية كرادشة، مطالبينها بشد عزيمتها ومواصلة علاجها حتى تتخطى المرض.
كما شهدت مواقع التواصل الاجتماعي على إثر ذلك حملات ترويجية تدعو إلى إجراء فحوصات منتظمة لمعرفة الأعراض ومعالجتها مبكرًا، ناهيك عن حملات الدعم النفسي للمصابات من خلال الحصول على نصائح الخبراء والمختصين في التعامل مع المشاعر والمخاوف التي يمكن أن تطرأ عليهن، متمنين لهن الشفاء العاجل.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الالكتروني لتصلك اخبارنا اولا باول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع اكيد الالكتروني