بيع حصص الحكومة في مطار الملكة علياء.. عنوان مضلل وغير صحيح

بيع حصص الحكومة في مطار الملكة علياء.. عنوان مضلل وغير صحيح

  • 2018-04-23
  • 12

أكيد- أنور زيادات

تناقلت وسائل إعلام ومواقع التواصل الإجتماعي خبرا بعنوان" بيع حصص الاردن في مطار الملكة علياء بقيمة (1.1) مليار دولار لشركة مطارات باريس و شركات اجنبية اخرى" وهو خبر غير دقيق حمل معلومات مضللة  الى جمهور المتابعين.

مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) لاحظ وجود إهتمام كبير من وسائل الاعلام في هذا الخبر الذي شغل الرأي العام المحلي، بعد أن نشرت صحيفة محلية يوم الأربعاء 18 نيسان  خبرا بعنوان :شحادة: 1.1 مليار دولار صفقة بيع حصص في “مجموعة المطار” جاء فيه: كشف وزير الدولة لشؤون الاستثمار، مهند شحادة، أن حجم صفقة بيع حصص مساهمين في شركة مجموعة المطار الدولي تقدر بـ1.1 مليار دولار،  مشيرا إلى أن أهم ما في الصفقة هو زيادة حصة مستثمر (شركة مطارات باريس) لتصل إلى 51 % بدلا من 9.5 %، إضافة إلى دخول محفظة استثمارية كبيرة هي ميريديام التي تستثمر بمشاريع البنية التحتية في العالم وضخت في المطار 200 مليون دولار، حيث ستصل حصتها من الصفقة إلى 32 %.

ونقلت وسائل إعلام يوم الخميس 19 نيسان وقائع مؤتمر صحافي مشترك في مطار الملكة علياء الدولي حول تفاصيل الصفقة، بمشاركة المهندس وليد المصري وزير النقل ووزير الشؤون البلدية ومهند شحادة وزير الدولة لشؤون الاستثمار وأوغاستين دي رومانيه رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لـ "شركة مطارات باريس" وفرناندو إيكيجاراي رئيس الشؤون الدولية لـ "شركة مطارات باريس إنترناشونال" ووكيلد بنجر رئيس مجلس الإدارة الجديد لـمجموعة المطار الدولي ، الرئيس التنفيذي لمجموعة المطار الدولي.

ويتبين عند مقارنة مضمون الأخبار التي نقلت تصريحات الوزراء تشابهها وتطابقها في مختلف وسائل الإعلام من حيث المضمون، لكن الفرق كان في العناوين، فقد عنون أحد المواقع الإخبارية وهو من المواقع المحلية الأكثر متابعة هذا الخبر "بيع حصص الاردن في مطار الملكة علياء بقيمة (1.1) مليار دولار " ونقلت العديد من المواقع الاخبارية  ومواقع وصفحات لها اعداد كبيرة من المتابعين  الخبر والعنوان كما هو "نسخ ولصق" الأمر الذي  ساهم بنشر معلومة مضللة.

ونشرت مواقع أخبارا بعناوين شبه دقيقة منها "مطارات باريس تستحوذ على 51% من أسهم مجموعة المطار الدولي" "زيادة حصة الشركة الفرنسية بمجموعة المطار الى 51 %" مطارات باريس تستحوذ على 51% من أسهم مجموعة المطار الدولي.

كما تناولت مواقع الموضوع بعناوين أخرى مثل حقيقة بيع  الأردن لمطار الملكة علياء  جاء فيه: أثار خبر بیع حصص لمساهمين في شركة مجموعة المطار الدولي، دهشة الأردنیین، وسط اتهامات للحكومة ببيع حصص الأردن في مطار الملكة علياء، رغم أن الصفقة تمت قبل 11 عاما. الصفقة الجددة اقتصرت على تغيير في حصص مجموعة المطار التي تدير مطار الملكة علياء منذ 2007 ،حیث  شھدت الصفقة خروج مستثمرين وتوسع ودخول آخرين".

ونشر خبر أخر نقلا عن منشور لأمين عام وزارة المالية عز الدين كناكرية عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أشار فيه الى أن الصفقة التي تمت ليس لبيع حصة الحكومة في المطار كما أثار البعض وان ما تم هو بيع وشراء بين شركاء في مجموعة المطار الدولية المعنية بإدارة وتشغيل وتوسعة المطار.

وأوضح أن هذه الإتفاقية الموقعة عام ٢٠٠٧ هي محدودة المدة لـ 25 عاما وتتقاضى الحكومة خلالها 54.5% من اجمالي ايرادات المطار بعدها يصبح كامل الإيرادات للخزينة، مضيفا أن هذا الأسلوب (BOT) يعتبر الأسلوب الأمثل في إقامة المشاريع الكبيرة التي تمكن الحكومة من قبض كامل ايرادات المشروع في نهاية الفترة في ضوء عدم قدرة الموازنة على تمويل مثل هذا المشروع الكبير واستقدام تكنولوجيا وخبرات أجنبية متخصصة لفترة محددة.

وتحت عنوان عقد تشغيل المطار (BOT) نقل أحد المواقع الإخبارية ما أعاد نشره رئيس ديوان التشريع والرأي الدكتور نوفان العجارمة على صفحته على مواقع التواصل توضيحاً لما نشره نائب مدير عام شركة الملكية  السابق للشؤون المالية حاتم عكروش حول عقد تشغيل المطار.

وجاء في التوضيح "الكثير يتداول التغيير في ملكية المطار بشكل خاطئ، إذ لا يوجد هناك ما يسمى حصص للأردن لأن الحكومة الأردنية خصخصت المطار بالكامل منذ العام 2007 على نظام BOT وسوف تستعيده بعد 25 سنة منذ ذلك التاريخ، اي في العام 2032…. ما حصل هو أن بعض الشركاء باع أو خفض حصصه ودخل شركاء جدد".

ويقول الصحفي الإقتصادي أحمد النعيمات "شاركت بفعالية الإعلان عن صفقة بيع أسهم في مجموعة المطار لشركة مطارات باريس، وغيرها من الشركات، استهجن من البعض الحديث حول بيع المطار أو حصة الاردن منه".

ويضيف "الموضوع ببساطة شركات مساهمة تبيع وتشتري أسهما في المجموعة وهو دليل واضح على نجاعة الصفقة وتشكل حافزا جيدا للمستثمرين الاجانب لوضع استثماراتهم بمشاريع ضخمة بحجم المطار". مشيرا الى أن الاتفاقية الموقعة "ترفد الموازنة بمئات الملايين والتي ايضا تضمن عودة ملكية المطار للحكومة الاردنية بعد انتهاء الاتفاقية عام 2032".

وأضاف أن "عدد الصحفيين الذين حضروا المؤتمر الصحافي قليل جدا وهناك من نشر المعلومات دون أن يتلقى المعلومة من مصدرها الأصلي، وان ما يتم تداوله بشكل خاص على مواقع التواصل غير دقيق".

وبين أن مطار الملكة علياء  يعتبر من المطارات المميزة في المنطقة، ويشغل 97% من حركة الطيران في المملكة، موضحا ان تجربة المطار في الإطار الاقتصادي ناجحة اقتصاديا وقد تستلهم في تطوير مطار العقبة مستقبلا.

وقال نائب رئيس تحرير صحيفة الدستور للشؤون الاقتصادية عوني الداود "إن ما حدث من سوء فهم كان لا سباب عدة ومنها ان مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإخبارية حاولت أستباق الحدث، ونشرت معلومات غير دقيقة، فبعض الأشخاص والصفحات على مواقع التواصل تبحث عن "فضيحة" لجذب القراء ولو كان على حساب الدقة، وفي هذا الموضوع لم يتم التركز على جوهر الخبر "البيع الداخلي"  وهو أمر مرتبط بالمستثمر.

وأضاف أن بعض العناوين خرجت ببيع المطار، وهو ما وصل لعدد كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، ورغم عقد مؤتمر صحفي ونشر توضيحات حول الصفقة، إلا أن  ذلك لا يفيد أحيانا خاصة مع من لا يريد ان يفهم ما جرى.

ويوضح "المؤتمر الصحفي الذي عقد جاء بنتائج عكسية، فالحكومة أرادت أن تبين أن هناك اقبالا من المستثمر الخارجي  للعمل في الأردن وان هناك بيئة استثمارية جاذبة  أي أن  النوايا طيبة لكن النتائج سلبية من خلال عناوين الأخبار التي أشارت خطأ الى أن الحكومة باعت حصتها في المطار".

وأضاف "ما زالت العديد من الجهات الرسمية والمؤسسات  العامة ترى ان الإعلام هو الإعلام التقليدي المهني، وتتناسى لاعبا جديدا مؤثرا في الرأي العام غير مهني مرتبط بمواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدا أن هناك فرقا في مخاطبة  التواصل الاجتماعي مقارنة بالإعلام التقليدي".

وقال "المشكلة الموجودة عند بعض المؤثرين على التواصل الاجتماعي احيانا المناكفة، فالبعض يعلم الحقيقة لكن يستغل أي قضية ليظهر أنه معارض للحكومة، وهناك من يطرب للمناكفة والمعارضة، فالبعض قد يعارض رفع سعر خدمة أو سلعة معينة ليظهر معارضته للحكومة، ولا يترك أي فرصة  لذلك، مشيرا الى أن النقد أمر مطلوب لإصلاح أي خلل، لكن يجب أن يبنى على الحقائق وليس الرغبات.