أكيد- انور الزيادات
توظف مواقع إخبارية الخطاب العاطفي في عناوينها للوصول الى الجمهور، محاولة تحقيق أكبر عدد من المشاهدات، مع اللجوء الى الغموض والتضليل في صياغتها لإثارة فضول القراء اضافة الى مخالفة تلك العناوين للمحتوى الإخباري للمادة.
ولاحظ مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) لجوء بعض المواقع الإخبارية لإستخدام عنوان مبهم موجه لكافة الجمهور الأردني، لكنه لا يعبر بشكل واضح عن مضمون المادة وهو " خبر سار للأردنيين" والذي يحمل في طياته بشرى للفرح، وعنوان نقيض وهو "خبر غير سار للأردنيين" يحمل في طياته ما يشعر الجمهور بالخوف والقلق.
وتاليا عدد من النماذج التي نشرتها المواقع الإخبارية تحت نفس العنوان لكن بمضامين مختلفة ، أو تفاصيل مختلفة ومنها:
*خبر سار للأردنيين الشهر القادم : يتحدث الخبر المنشور في 21/ شباط 2018 عن ترجيح مصدر مطلع إنخفاض أسعار المحروقات بالمملكة بداية آذار بنسب عالية قد تصل الى 8 % ، ولكن ما حدث بعد ذلك أن أعلى نسبةِ تخفيضٍ كانت للبنزين أوكتان 95 بنسبة 1.5% في حين تم تثبيتُ سعرِ لترِ الكاز واسطوانةِ الغاز .
*الحكومة تعلن عن خبر سار لكل الاردنيين : جاء في الخبر الذي نشر بتاريخ 31/كانون ثاني 2018 "كشفت مصادر مطلعة أن لجنة تعديل أسعار المشتقات النفطية أجلت اجتماعها الشهري الذي كان من المزمع عقده الأربعاء ووفق رئيس لجنة الطاقة النيابية المهندس هيثم زيادين فأن ضغوطات نيابية منعت رفع اسعار المحروقات لشهر شباط ،الا ان الحكومة رفعت يوم 3 شباط 2018 أسعار المحروقات على النحو التالي ، رفع سعر البنزين 90 والديزل بمقدار 15 فلسا للتر الواحد، والبنزين 95 بمقدار 25 فلسا".
*الملقي سيعلن خبرا سارا للأردنيين خلال 48 ساعة : جاء في الخبر الذي نشر بتاريخ 28-08-2017 "أعلن رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي عن خبر سار للأردنيين سيصدر خلال الـ ٤٨ ساعة القادمة، خلال تخريج معسكرات الحسين للشباب في بيت شباب عمان المدينة الرياضية، الا أنه اتضح ان (بُشرى الملقي) كانت تصريحات غير واضحة اخرجت عن السياق.
*خبر سار من الحكومة الأردنية للأردنيين: تضمن الخبر الذي نشر بتاريخ 28 كانون ثاني 2018 "تصريحات لوزير الصحة الدكتور محمود الشياب أشار فيها إلى حرص الحكومة على الاستمرار بمنح الإعفاءات الطبية للمواطنين الأردنيين بشكل أكثر تنظيما وضبطا لتصل الى مستحقيها، ولكن عند البحث عن دقة هذه المعلومات نجد ان التصريحات الحكومية شابها الغموض وعدم الدقة ".
* "خبر سار للأردنيين: أشار الخبر الذي نشر بتاريخ 23 نيسان 2018 "الى صدور قرار من صندوق الزكاة بالتعاون مع الأمن العام بتسديد ديون المساجين الغارمين في اطار مبادرة سهم الغارمات، ممن يترتب عليهم ذمما مالية دون الألفي دينار، وحسب الشروط والتعليمات والأسس المتفق عليها من كلا الجانبين وهو خبر يهم فئة معينة ومحدودة".
* خبر سار للأردنيين في أيار المقبل : تحدث الخبر الذي نشر يوم 27 أذار عن "عفو عام الا أنه في الحقيقة لا يوجد أية مؤشرات حقيقية عن توجه ورغبة حكومية لا صدار عفو عام حتى الان"، بمعنى أن الخبر غير صحيح.
* خبر سار للأردنيين ولأول مرة في الأردن : جاء هذا الخبر الذي نشر في تشرين ثاني 2017 "أكدت مؤسسة المواصفات والمقاييس الأردنية قيامها بفحوصات دقيقة على اسطوانات الغاز قبل عرضها على المستهلكين وذلك لمنع وقوعهم في الغش من قبل بعض الباعة"، هذا الخبر لا يحمل أي جديد فالمواصفات والمقاييس تقوم بفحص اسطوانات الغاز بشكل دوري في إطار عملها الرقابي.
وكان هناك أخبار اعتمدت على عنوان "خبر سار" الا أنها هذه المرة موجهة الى فئة معينة من المجتمع أو أكثر تحديدا من حيث الموضوع، ومنها "خبر سار للأردنيين بخصوص الأطعمة الدهنية" "خبر سار لأولياء أمور الطلبة في المدارس" خبر سار من وزارة الصحة الأردنية، خبر سار للأردنيين من وزارة العمل، الاردن .. خبر سار لمن أكمل سن الــ 15 سنة "شمسية" من عمره" خبر سار للعاطلين عن العمل! "وجل هذه الأخبار لا تحمل أي قيمة إخبارية كبيرة، فبعضها يتحدث عن ورش عمل توعوية وأخرى عن دراسات لا يمكن تعميمها".
خبر غير سار
إعتمدت المواقع على مخاطبة العواطف ولكن بشكل عكسي هذه المرة من خلال عنوان "خبر غير سار" ومنها:
* خبر غير سار للأردنيين الاسبوع القادم ! : أشار الخبر الذي نشر بتاريخ 23 نيسان 2018 "توقع خبير المشتقات النفطية والطاقة المهندس عامر الشوبكي أن ترفع الحكومة أسعار المحروقات الشهر المقبل بنسبة 2%-4% .
* خبر غير سار للأردنيين غداً الاربعاء ! : جاء في الخبر الذي نشر بتاريخ 30/كانون ثاني 2018 "تستعد الحكومة للكشف عن الأسعار الجديدة للمحروقات والتي سيتم الإعلان عنها نهاية الشهر الجاري والذي يصادف غداً الأربعاء، وهو مشابه لخبر سابق نشر في الموقع ذاته قبل تسعة شهور بعنوان خبر غير سار للأردنيين جاء فيه "رجح مصدر مطلع أن ترتفع أسعار المحروقات بنسب تتراوح بين 2.5 % إلى 3 % على مختلف انواع المشتقات النفطية، وخبر أخر في نفس السياق وتحت عنوان "خبر غير سار للأردنيين وتطبيقه من بداية الشهر القادم !" مرتبط ايضا بالقرارات الحكومية الشهرية بخصوص أسعار النفط.
وبالتدقيق بمضمون الأخبار السابقة نجد أن هذا النوع من الأخبار يعتمد على التنبؤات والتوقعات بشكل كبير، والعناوين مبهمة وجذابة، وفي بعض الحالات يكون العنوان خادعا ومضللاً ، ومع التأكيد على حق وسائل الإعلام في البحث عن العناوين الجذابة لكن ذلك يجب ان لا يتعارض مع أخلاقيات المهنة.
ومن خلال المتابعة نجد أن بعض المواقع الإخبارية تحاول إبراز العناوين المثيرة التي تخاطب العواطف وهذا يعود إلى سياسة الوسيلة التحريرية، فمثلا الصحف وبعض المواقع تتسم عناوينها بالبساطة والبعد عن الإثارة، فيما تعمد مواقع إخبارية أخرى إلى الإثارة.
ويستند مرصد "أكيد" إلى عدد من المعايير المهنية المتعلقة بصياغة عناوين المواد الإخبارية، إذ يتعين طرح العديد من الأسئلة مثل:1) هل العنوان واضح؟ 2) هل العنوان مرتبط بالمادة؟3) هل العنوان دال على المادة؟ 4) هل العنوان مبلغ عن محتوى المادة؟ 5) هل العنوان منحاز إلى جهة؟ 6) وهل العنوان يحضّ على الكراهية أو يحرض عليها؟.
ويرى مرصد (أكيد) أن العنوان هو جزء من الخبر، وأن له خصائص يجب أن تلتزم بها الصحافة، لتصل إلى القارئ بحقيقتها دون تضليل أو تحريف، ومن هذه الخصائص: الإبتعاد عن الإثارة على حساب الدقة، وفق المعايير المهنية للعمل الإعلامي، كما يجب أن يكون العنوان دالاً ودقيقاً ولا يتناقض مع النص والتفاصيل التي ترافق العنوان.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني