أكيد- أثارت نتائج انتخابات نقابة المهندسين الأردنيين التي جرت يوم الجمعة 4 أٍيار 2018 والتي أقصي بموجبها التيار الإسلامي بعد 26 عاما من السيطرة على مقاعد مجلسها، جدلا بين شخصيات سياسية ونشطاء ومعلقون عبر وسائل إعلام ومواقع الكترونية ومنصات اجتماعية على مدى اليومين الماضيين، لم يخل محتواه من عبارات تمييزية أو خطاب كراهية.
وبعد إعلان النتائج التي حصد فيها تحالف المستقلين والقوميين واليساريين "نمو" 7 مقاعد من أصل 11 مقعدا منها موقعا النقيب (احمد سمارة الزعبي) ونائب النقيب (فوزي مسعد)، انتقد النائب الاسلامي سعود ابو محفوظ تيارات سياسية وتوجهات دينية بزعم مساهمتها في إقصاء التيار الإسلامي "انجاز" الذي سيطر على النقابة لأكثر من ربع قرن.
وقال أبو محفوظ في منشور على صفحته في منصة "فيسبوك" تناقلته وسائل إعلام ومواقع إلكترونية، "بقايا اليسار بأنواعها، لها الحق الكامل للتحشيد ضد "قائمة انجاز" في نقابة المهندسين، وكذلك الأمر لكافة العلمانيين والليبراليين وأبناء الطوائف وفصائل حركة فتح القدامى والمستجدين من الملتزمين والمتفلتين، وفروع القوميين والناصريين والبعثيين والماسون والمستغربين واللادينيين والمثليين، وهؤلاء وأولئك أمة من الناس لا يستهان بعددهم...".
وانتقد النائب الأسبق والمهندس ليث الشبيلات تصريحات أبو محفوظ عبر منشور على صفحته في "فيسبوك" وتناقلته وسائل إعلام، وقال " كفى كفى كفى... إن تصريح الأخ سعود أبو محفوظ في ما يخص انتخابات نقابه المهندسين مستنكر أشد الاستنكار"، داعيا إلى "النظر للناس كأخوة في الإنسانية يحتاجون لدواء اعطانا اياها الله لا إلى شتم وتحقير وازدراء".
ووصف النائب السابق بسام حدادين حديث ابو محفوظ بـ"رد هستيري" على هزيمتهم في انتخابات المهندسين، وأضاف "انا كعلماني ديمقراطي وافتخر، أعبر عن حبي وتقديري لتيار المؤمنين في كل مكان ومعركتنا ليست مع الإسلام أو الإسلاميين، بل مع تجار الدين و حراس الجهل والتخلف الذين هم مسؤولون عن مرحلة الانحطاط والضياع التي المت بِنَا".
وقالت الناشطة الاعلامية ديما علم فراج، "نصيحة للحركة الإسلامية من أردنية عربية مسيحية، راجعو خطابكم، وراجعوا تنشئتكم لقواعدكم، حلوا خلافاتكم الداخلية اعملوا ربيع عربي داخل الحركة، واجهوا فيها تطورات المرحلة، اسقطوا القيادات الي ما تغيرت من عشرات السنوات ومنعت الشباب انهم يتقدموا في الحزب والجماعة...". وأضافت "المضحك ان أبا محفوظ يتقبل الغير فقط عند الانتخابات هل تذكر يا أبا محفوظ لما دخلت على خمارة تطلب أصوات؟ .. وطبعا بحب اذكرك انك اعترفت بهاي الحادثة".
وأعادت تعليقات على منصة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إحياء صورة نشرها موقع إلكتروني خلال الإنتخابات النيابية الأخيرة لسعود ابو محفوظ في أيلول 2016، أثناء خروجه من محل لبيع الخمور في مدينة الزرقاء، وقال معقبا حينها على هذه الصورة "فعلاً دخلت لأجل دعوة صاحب هذا المحل للانتخابات، إن هذا الشخص هو مواطن أردني ومن حقه أن ينتخب ومن حقنا ان ندعوه لانتخابنا".
وفي رد لوزير الداخلية الأسبق المهندس سمير الحباشنة على أبو محفوظ عبر "فيسبوك" تناقلته مواقع الكترونية، قال "معقول يا شيخ وانت من المفترض ..من الأقربين لله سبحانه.. أن يصل بك الغضب لأمر دنيوي، حد اتهام الناس بأعراضهم وسلوكهم مجرد أن لم يفز من يعنيك في نقابة..!!!، ... يمكن أن يغضب الإنسان يا شيخنا ولكن ليس حد قدح الناس بما ليس فيهم.. اقترح عليك بحذف ما كتبت فو الله انه لا يليق لا بديننا ولا بمكانتك.. مع خالص المحبة".
وتحت عنوان "توقيف النائب سعود ابو محفوظ خلال ساعات واخلاء مقرات الحزب في الزرقاء" كتب موقع الكتروني دون العودة إلى مصادر واضحة ما يشكل مخالفة مهنية، "تشير المتابعات المتعلقة بما نشره النائب الاسلامي سعود ابو محفوظ ... بأن عدد من الأشخاص والتيارات التي طالتها الإساءة ستقوم بتقديم عدة شكاوى ضد النائب على خلفية اتهاماته المباشرة وغير المباشرة"، وأضاف الموقع "من المتوقع أن يواجه تهمة إثارة فتن اقليمية وطائفية وتهم أخرى".
وحفلت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات وردود حمل بعضها شتائم والبعض الأخر خطابا للكراهية، سواء من المؤيدين أو المعارضين لتلك التصريحات التي تراجع عنها في وقت لاحق النائب أبو محفوظ وقال "لست مسؤولا عن الجدل الذي أثارته تلك التصريحات وعن الفهم الخاطئ للبعض".
بدورها قالت المحامية والحقوقية هالة عاهد في تصريح لـ"أكيد"، إن النائب أبو محفوظ استخدم عبارات ممكن أن نصفها بالتمييزية أو اتهامات غير عقلانية او مهاترات وخطاب غير لائق لكنها لا ترقى إلى خطاب الكراهية، كونها لم تتضمن تحريضا وانما توصيفا غير سليم، وهي بالضرورة خلط بين مفاهيم.
وأعدت الحكومة مؤخرا تعديلات على قانون الجرائم الالكترونية نصت صراحة على تجريم "خطاب الكراهية" رغم ما وجه لها من انتقادات حول التعريف الذي تضمنه القانون المعدل ونص على أن خطاب الكراهية هو "كلُّ قولٍ أو فعلٍ من شأنه إثارةُ الفتنة، أو النعرات الدينيّة، أو الطائفيّة، أو العرقيّة، أو الإقليميّة، أو التمييز بين الأفراد، أو الجماعات".
وأضافت عاهد "نجد أيضا أن هناك اصطفافات بين الأفراد في تعليقاتهم على منصات التواصل الاجتماعي، كل حسب قناعاته وانتماءاته، فالمعركة الانتخابية تدار وفقا للانتماءات السياسية فقط (اسلاميون وغير اسلاميين)، في حين يجب أن ينظر لها بالأصل من زاوية مصلحة المهنة، ومتطلبات المهندسين والتحديات المتوقعة والانجازات التي يمكن أن يحققها أي طرف في حال انتخابه".
وحول اذا ما كان هناك مخالفة قانونية واضحة في تصريحات النائب أبو محفوظ، في الوقت الذي نشر فيه موقع اخباري عزم مناصرين لقائمة "نمو" رفع دعوى قضائية عليه، أكدت عاهد "رغم أن تلك التصريحات فيها اتهامات غير عقلانية وغير لائقة، الا أنني لا أجد مخالفة قانونية فيها أو تعد على أخرين، كونها حملت توصيفا لحالة، ولم تتضمن شتائم أو قدحا لفئة معينة".
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني