عمّان 13 أيلول (أكيد)- سوسن أبو السُّندس- أثار تقرير متلفز حول مشروع إنشاء حلبة سباق في العقبة جدلًا على منصّات التواصل الاجتماعي بعد أن حمل عنوانًا يشير إلى"إنشاء مضمار سباق عالمي لسيّارات الفورملا 1". ولاقى التقرير انتشارًا سريعًا بين جمهور رياضة السيّارات، إلا أنّ متابعة التفاصيل الرسمية والتفاعل على منصّات التواصل الاجتماعي، كشف عن فجوة معلوماتية بين ما روّج له التقرير وما هو قائم بالفعل.[1]
اطّلع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) على التقرير المتلفز وما تبعه من تغطيات إعلامية وتفاعلات الجمهور على منصّات التواصل الاجتماعي حول مشروع إنشاء حلبة سباقات في العقبة، وتبيّن أن المشروع يُقام على مساحة تتجاوز ما يعادل مليون متر مربّع، ويضم مضمارًا رئيسًا بطول 3.6 كيلومتر، إضافة إلى حلبة "كارتينغ" بطول 1.5 كيلومتر ومرافق خدمية مخصّصة للفرق والمتابعين.[3][2]
إلا أن ردود الفعل عبر منصّات التواصل الاجتماعي جاءت في معظمها تهكّمية واستنكارية، إذ عَدَّ كثير من المستخدمين أنّ الأردن يستعدّ لاستضافة سباقات الفورمولا 1، وهو أمر لا تدعمه المواصفات المعلنة. هذه الملاحظات المشار إليها دفعت (أكيد) إلى التحقّق من دقّة المعلومات المتداولة، وبالعودة إلى الصفحة الرسمية للاتّحاد الدولي للسياراتFIA يتّضح أن الحلبة وفق المعايير الفنية المعلنة مؤهلة لاحتضان سباقات الفورمولا 3 وبعض البطولات الإقليمية، لكنها غير مطابقة لمتطلبات الفورمولا 1. [4]
ورغم أن المشروع يمثّل خطوة متقدمة لرياضات السيارات في العقبة، لكن طبيعة الحلبة لا تسمح باستضافة سباقات الفورمولا 1، كما أوحى عنوان التقرير الصحفي، الأمر الذي يشير إلى مخالفة مهنية تتعلق بالدقة في اختيار المفردات الصحفية، إذ إن استخدام كلمة فورمولا 1 في العنوان منح الجمهور تصورًا غير واقعيّ، وأدّى إلى جدل واسع بين المهتمين.
وبحسب الاتّحاد الدولي للسيارات FIA، تخضع الحلبات لنظام تصنيف صارم يُعرف بالـ Grades، وهو الذي يحدّد طبيعة السباقات المسموح بإقامتها، فالحلبات ذات التصنيف الأعلى، Grad1، فقط مؤهلة لاستضافة سباقات الفورمولا 1، نظرًا لمتطلبات الأمان والبنية التحتيّة عالية المستوى، والتي تناسب سرعة السيارات، أما الدرجات الأخرى، فهي مخصّصة لفئات مختلفة من السباقات، فالدرجة، Grade 2، تناسب الفورمولا 2، وبعض البطولات السريعة، هذا في حين أنّ Grade 3 يُخصص للفورمولا 3، والبطولات الإقليمية. ووفق هذا التصنيف تندرج حلبة العقبة ضمن الفئة الثالثة، ما يجعلها مناسبة لسباقات داخلية أو إقليمية أصغر لكن دون أن ترقى لمستوى الفورمولا 1.[5] [6]
ويشير (أكيد) إلى أن المشروع مهم على الصعيدين الرياضي والسياحي، لكن من الضروري أن ترافقه تغطية إعلامية دقيقة تضع الحقائق في إطارها الصحيح، بعيدًا عن الإثارة اللفظية التي قد تضرّ بمصداقية الخبر.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني