عمّان 3 أيلول (أكيد)- شرين الصّغير- انتشر مقطع فيديو لشخص كان يوثّق الأزمة المرورية عند إشارات الغاز في العاصمة، إلا أنّه وبمحض الصدفة كانت هنالك فتاة تهمّ بقطع الشارع، فتسبّب سائق مركبة أخرى بدهسها فوقعت ملقاة على الأرض. الفيديو انتشر بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، على الرغم من أنّ القصّة ليست ذات أهمية إخبارية، إلا أن التغطية كشفت عن سلسلة من الانتهاكات الجسيمة للمعايير المهنية والأخلاقية، خاصة فيما يتعلق بخصوصية الضحايا.
تمثّلت أبرز هذه الانتهاكات في نشر الفيديو الأصلي كاملاً، دون حجب وجه الفتاة التي تعرضت للدهس، وبينما حاولت بعض وسائل الإعلام تغطية وجهها لاحقًا، إلا أنّ النسخة الأصلية كانت قد انتشرت بالفعل، ما عرّض خصوصية الفتاة للانتهاك. ويشير (أكيد) إلى هذا الفعل لا يقتصر ضرره على الفتاة وحدها، بل يطال عائلتها التي أصبحت مضطرة لمواجهة الأذى النفسي الإضافي الناتج عن مشاهدة لحظة مؤلمة من حياة ابنتهم وهي معروضة للجميع.[1]
تجاهلت وسائل الإعلام المرصودة تمامًا مبدأ حماية كرامة الضحية، حيث ركزت التغطية بشكل كبير على الجانب المثير والمأساوي في الحادثة، بدلاً من استخدامها كفرصة لمناقشة قضايا أكثر أهمية، مثل أزمة المرور وسلامة المشاة، وهي القضايا التي كان المتحدث في الفيديو الأصلي يثيرها، هذا التركيز على الإثارة بدلاً من التحليل، ينطوي على إهمال الهدف الأساسي للعمل الصحفي، وهو تقديم معلومة مفيدة وموضوعية للجمهور.
وفي ضوء هذا النمط من الانتهاكات، يوصي مرصد مصداقية الإغلام الأردني (أكيد) وسائل الإعلام بضرورة مراجعة معاييرها في تغطية الحوادث، ووجوب حجب هوية الضحايا، سواء كانت الحادثة وفاة أو إصابة، وذلك احترامًا لخصوصية الأفراد وكرامتهم. كما يجب عليها أن تبتعد عن الإثارة، وأن تتبنى نهجًا تركّز فيه على الأسباب والنتائج، وتسلّط الضوء على مناقشة القضايا الأساسية بما يساعد على الحدّ من وقوع هذه الحوادث.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني