"حفلات البترا" .. وسائل إعلام تكتفي بنقل الخبر، ويغيب دورها في المتابعة والتّقصي

"حفلات البترا" .. وسائل إعلام تكتفي بنقل الخبر، ويغيب دورها في المتابعة والتّقصي

  • 2025-05-31
  • 12

عمّان 30 أيّار (أكيد)- لقاء حمالس- أثارت مقاطع مصوّرة لحفلات صاخبة أُقيمت مؤخرًا في مواقع سياحية شهيرة، في البترا ووادي رم، جدلًا واسعًا على منصّات التّواصل الاجتماعي، حيث عدّها كثيرون مخالفةً للعادات والتّقاليد، وطالبوا بفتح تحقيق ومحاسبة الجهات المنظّمة لها.

تابع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) ما جرى تداوله على هذه المنصّات، ورصد عددًا كبيرًا من النشطاء وصفوا هذه المقاطع التي ظهر فيها رقص مختلط وموسيقى صاخبة على أنّها "صادمة"، وغير ملائمة لطبيعة هذه المواقع التي تحمل بعدًا تاريخيًّا وثقافيًّا. وقد تركّزت الانتقادات على ما وُصف بـ"الإساءة للموروث الثّقافي" للمكان، وخصوصًا البترا المصنّفة كموقع تراث عالمي، ووادي رم المعروف بمكانته السّياحية الصّحراوية المتميّزة.

طالب العديد من المتابعين بضرورة التّحقّق من الجهة التي منحت التّصاريح لإقامة هذه الفعاليات، مع مساءلة الأطراف المسؤولة، باعتبار أن هذه الأنشطة لا تعكس هوية المكان ولا تحترم خصوصيته الثقافية والسّياحية.

لاحظ مرصد (أكيد) أن معظم وسائل الإعلام المحلية اكتفت بنقل الخبر كما ورد على مواقع التّواصل الاجتماعي، دون أن تبادر إلى التّحقّق من التفاصيل أو التواصل مع الجهات الرّسمية مثل وزارة السّياحة والآثار، وسلطة إقليم البترا التنموي السياحي، وهيئة تنشيط السّياحة للإحاطة، بكل ما يتعلّق بالأنشطة المشار إليها، ما يعكس قصورًا في الأداءٍ الإعلامي من زاوية احترام حق الجمهور بالمعرفة.

يُشير مرصد (أكيد) إلى أن دور وسائل الإعلام لا ينبغي أن يقتصر على نقل ردود الفعل أو إعادة نشر المواد المثيرة للجدل، بل يجب أن يتجاوز ذلك إلى ترجمة مسؤوليته المهنية بعمل تغطية معمّقة لهذا النشاط، خصوصًا حين يتعلق الأمر بقضايا تمس هوية الوطن وسمعته ومواقعه التاريخية.

فرسالة الإعلام تقتضي أن يُمارس دوره في المساءلة والتّحقّق، ويُقدّم للجمهور وجبة متوازنة من المعلومات الدقيقة، لا أن يكتفي بنقل صورة لغضب الجمهور.