عمّان 17 أيار (أكيد)- شرين الصّغير- في ظل التّحديات التي تواجهها وسائل الإعلام في العصر الرّقمي، برزت ظاهرة خطيرة تهدّد سلامة المعلومات وسمعة الأفراد والمؤسسات، هذه الظاهرة تتمثل في انتشار الاتّهامات الكاذبة والمضلّلة عبر صفحات مفبركة غير مسؤولة، ما يزيد من إرباك الثّقة بمصداقية وسائل الإعلام.
وجدير بالذّكر أن (أكيد) قد رصد بتاريخ تشرين الثاني من العام الماضي منشورات مموّلة للإساءة لشخصيات عامّة في الأردن، منها وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ورئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، ونشر تقريرًا بذلك[1]. وها هو يكتشف مجدّدًا موقعًا آخر يمارس "اللعبة" نفسها، فقد عاد التّشويه للظّهور من جديد، بسياق مشابه لسابقيه، عبر مقابلة وهميّة للإعلامي عامر الرّجوب مع رئيس الوزراء جعفر حسّان، ونشْرها باستخدام لوغو غير صحيح لموقع عمون الإخباري. ويزعم الخبر المفبرك والمضلّل أنّه يحاور رئيس الوزراء عن سر ثروة جمعها، وتمّ عنونة الخبر بـ "سيتعيّن على جعفر حسن (حسّان) المثول أمام المحكمة: البنك الوطني (المركزي) الأردني يخطط لاتخاذ إجراءات قانونية ضده ...".
لاحظ مرصد (أكيد) عدّة ملاحظات على هذا النمط من الأخبار المفبركة، أبرزها الآتي:
أولًا: إن الشّخصيات المستهدفة هي شخصيات عامة، من الصف الأول.
ثانيًا: استخدام وسيلة إعلام محلية بارزة للإيهام بأن الخبر نُشر فيها. وفي ما تمّ استخدام لوغو الجوردان تايمز في المرة السابقة، فقد لجأ الموقع المشار إليه هذه المرة إلى استخدام لوغو عمون الإخبارية، لكنْ من يتابع موقع عمون يسهل عليه اكتشاف عملية تقليد اللوغو، فضلًا عن استخدام خط غير الذي تستخدمه عمون.
ثالثًا: وجود أخطاء في أسماء الأشخاص والمؤسسات، منها أنه أخطأ بكتابة اسم رئيس الوزراء جعفر حسان، ليصبح جعفر حسن، والبنك المركزي الأردني ليصبح البنك الوطني الأردني.
فضلًا عمّا سبق، فقد ورد اسم زيتان الرصاصي باعتباره المحرّر لهذا الموقع، وبعد التّحري عن طريق محرك البّحث عن هذا الاسم، لم يتم العثور على أي أثر له.
كذلك ورد ذكر منصة GEMINI، على أنها منصة بمجرد تسجيل البيانات الخاصة كالاسم ورقم الهاتف وإدخال مبلغ مالي عن طريقها، ستبدأ عملية الربح بمبالغ تتزايد مع الأيام. ومن المعروف أنّ هذه المنصة مختصّة بتعديل الصّور والفيديوهات عن طريق الذّكاء الاصطناعي، ويساعد على الكتابة والتّعلم. ثم أنّه بمجرد الضغط على هذا الاسم، ينفتح موقع مفبرك بمسمّى Somedor.Com يدّعي أنه يعود لعمون الإخبارية.
من المهم الإشارة إلى أن التّهم الكاذبة التي وجّهت لشخصيات عامة بارزة في الأردن تُعد انتهاكًا خطيرًا لحقوق الأفراد وسمعتهم، ومن الضروري أن تُتخذ إجراءات فورية حازمة ضد هذه المواقع الإلكترونية المفبركة، والتي لا نرى من إنتاجها سوى فبركة التّهم لشخصيات عامة أردنية، وكذلك لشخصيات عبر العالم.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني