خبر في وسيلة إعلام محلية يتحدّث عن مخططات معادية دون مصادر موثوقة

خبر في وسيلة إعلام محلية يتحدّث عن مخططات معادية دون مصادر موثوقة

  • 2025-09-07
  • 12

عمّان 5 أيلول (أكيد)- شرين الصّغير- نشرت وسيلة إعلامية محلية في الثالث من أيلول الجاري خبرًا مثيرًا للجدل حول مدى صحّته، تحت عنوان "سموتريتش: كل من يحمل وثيقة أردنية بالضفة مقيم غير شرعي"، وقد أشار الخبر إلى تقارير إسرائيلية مسرّبة عن تحرّكات يقودها الوزير الإسرائيلي سموتريتش الذي يسعى لطرح خطّة تعتبر كل من يحمل جواز سفر اردنيًا بلا رقم وطني بمثابة "مقيم غير شرعي" في الأراضي التي ستُضم.

كما أن الخبر تحدّث عن خطة الوزير المتطرّف بأنها ستتضمن المطالبة بترحيل من وُصفوا بالمقيمين غير الشرعيّين إلى الأردن.[1]

تابع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) مجمل هذا الخبر، فوجد أنه يشتمل على العديد من المخالفات المهنية، أبرزها الآتي:

أولًا: لا يُعبّر عنوان الخبر عن محتوى المادّة، حيث تمت صياغة العنوان على نحوِ يوحي بوجود تصريح للوزير الإسرائيلي يصف فيه حملة الوثائق الأردنية في الضفة الفلسطينية المحتلة بأنهم مقيمون غير شرعيّين، بينما يتحدث متن المادة عن سعي الوزير لطرح خطة بهذا الاتّجاه. وهذا يتعارض مع ميثاق الشرف الصحفي الذي يؤكد على وجوب أن يعبّر العنوان بدقة وأمانة عن متن المادة الصحفية.

ثانيًا: استند الخبر إلى ما أسماه "تقارير مسرّبة"، و"وثائق ومراسلات" بدأ الوزير الإسرائيلي بتبادلها مع مؤسسات، وأوساط مقربة من الوزير، لكنّ الوسيلة الإعلامية لم تُخبرنا كيف حصلت على هذه المعلومات، ولماذا أبقت على مصادرها مجهولة دون تفسير للمتلقين، هذا عدا عن انها لم تقدّم للقراء صورة عن أي تقرير مُسرّب أو وثيقة أو مراسلة.      

ثالثًا: نقل الخبر ما مفاده أن مراقبين يرون بأن توجّهات الوزير الإسرائيلي   تعكس خطرًا كبيرًا يمس الوجود الفلسطيني في الضفة الغربية، ويمثل وصفة جديدة لعمليات نهجير جماعية. لكن الخبر استخدم مصدرًا جماعيًا مجهّلًا، فلم يُخبر المتلقين عمّن يكون هؤلاء، وكم عددهم، وكيف حصل على آرائهم. وعليه، فإن هذا يفقد الخبر المصداقية تمامًا.

وبالنظر إلى أن المعلومات الواردة في الخبر مصدرها خارجي، لذا بحث مرصد (أكيد) عن أي مصادر محتملة تكون قد تناولت الموضوع الذي تحدّث عنه الخبر، ففوجىء بأن الوسيلة الإعلامية المحلية قد جاءت بخبرها منقولًا، حرفيًا، عن وسيلة إعلامية خارجية تحمل مسمى "شبكة يافا الإخبارية"[2] ، مع اختلاف فقط في صياغة العنوان الذي جاء في الشبكة أكثر تعبيرا عن الخبر، مع أن الخبر نفسه، في غياب أي مصدر موثوق، أو وثيقة تتمتع بالصدقية، يغلب عليه طابع القصص المفبركة المصاغة في قالب إخباري.